«قيس وليلى» في الجزائر
من أشهر وأكبر قصص الحب التي يحملها الجزائريون في ذاكرتهم ويرددون أغنية عنها من التراث، قصة الثنائي سعيد وحيزية التي وقعت بالجنوب، وبالتحديد في منطقة بالسكرة الشهيرة بواحاتها الخصبة وتمورها اللذيذة، وتشبه إلى حد بعيد قصة حب قيس وليلى وتتقاطع معها في بعض التفاصيل، كون سعيد «أي ينطق بوضع السكون على حرف «السين» أحب ابنة عمه «حيزية» بجنون؛ لكنه كان فقيراً لا يملك المال، ونافسه فيها فرسان المدينة الأثرياء نظراً لجمالها؛ حيث عرضوا عليها ثروتهم مقابل الارتباط بها، غير أنها رفضت جميع عروض الزواج، التي أدخلت الشكوك في ذهن والدها، وبعد أن تبين أنها تحب ابن عمها قررت عائلتها قتلها من أجل دفن الفضيحة، لكن بعد جهود كبيرة وتوسط أهل الخير تمت تبرئة حيزية وزوجت لابن عمها سعيد. وبعد 10 أيام من الزواج شعرت العروس باقتراب أجلها، وأخبرت زوجها لكنه لم يصدقها، لكن عقب انقضاء 40 يوماً فارقت الحياة، وكتب عنها قصائد ترثيها مازالت خالدة، وعاش وحيداً هائماً في الصحراء معتزلاً الحياة حتى توفي حزناً عليها.
غني يخطفها
ولم يكن الشاعر المرقش الأكبر الذي عاش في العصر الأموي أكثر حظاً من سعيد الجزائري؛ لأنه أحب ابنة عمه أسماء، ووعده والدها بتزويجها له، لكنه اختار لها زوجاً غنياً، وأصيب بعد ذلك الحبيب بالهزال وبقي المرقش يبحث عن أسماء حتى توفي وحيداً في كهف؛ حسرة على تفريقهما ودفن حبهما.
حزن أبدي
في حين قصة حب ملكة بريطانيا فيكتوريا والأمير ألبرت بقيت حية حتى بعد رحيل الأمير، ولم تقل قصة حبهما من حيث القوة والصدق عن مختلف القصص الواقعية النابضة، أو تلك الأسطورية المفعمة بالهيام، وبقيت الملكة التي أصيبت بعد فاجعة موت حبيبها وزوجها بالانهيار، واعتزلت الظهور لمدة ثلاث سنوات، تلبس اللون الأسود حداداً لمدة 40 سنة أي حتى رحيلها. ووصف حزنها بالأبدي.